المغرب... تمازج حضارات على خطى الموضة الغربية

اقتباس :: تتميز المغرب بحضارتها العريقة

ستكتشفين من خلال هذه المقالة أروع بلد من الممكن أن تزوريه، فبين عظامة مدينة الرباط والتسوق في اسواق مراكش، وفاس والتجوال في الصحراء والتمتع بأشعة الشمس على شواطىء أغادير، رحلة الى المغرب لا يمكن للسطور أن تتسع لوصفها. ولا يخطرن ببالك ولو لحظة واحدة انك قد تجدين للملل سبيلاً في المملكة المغربية فمن قمم الأطلس الكبير الى حافة الصحراء تتمازج حرارة الشمس مع الضيافة المغربية لتجعل من أيامكِ اكثر رفاهية.

2500 سنة من الحضارة
سوف تكتشفين شعبًا مضيافًا من الدرجة الأولى، محبوبًا، ومهللاً للسواح، في اجواء من الديكور الأرستقراطي، التراثي، الذي يحاكي التاريخ منذ اكثر من 2500 سنة، فكل قطعة معمارية في المغرب لها تاريخها وجماليتها التي تجعل السائح ينبهر لرؤيتها، كما ان هذه البقعة من الأرض كانت مسرحاً للعديد من الأفلام السينمائية المشهورة من كافة الجنسيات. بالإضافة الى كل هذا تتمتع المملكة بأطباق شهية تختص بها لا يمكن تذوقها سوى على أراضيها.

القرب من اوروبا
عرف هذا البلد كيف يمزج بين التقاليد والحداثة ليصبح نموذجاً للأسطورة الشرقية محافظًا في الوقت عينه المحافظ على حضارته الخاصة. بلد يتطلع الى المستقبل، فالمغرب هو البلد الأكثر أمانًا في شمال افريقيا من حيث الصحة والأمان، الإستقرار والسلامة. والجدير ذكره ان اكثر من مليون فرنسي يزورون المغرب في كل عام، والسبب الأول يعود الى قرب البلد من اوروبا فأربعة عشر كيلومتر مربع تفصله عن إسبانيا، وهذا ما يبرر تقارب الشعب المغربي للأوروبيين خصوصاً من الناحية اللغوية. الرحلة الى بلاد الحضارة المعمارية اذاً سهلة جداً عبر الطائرة، ورغم قربها من فرنسا واوروبا عامةً الا أن تكلفة المعيشة فيها أكثر انخفاضًا بكثير.

أشتهرت المغرب بأطباق الطاجن

يقال ان مراقبة طريقة الطهي، ما هي الا انعكاس لصورة البلد، واذ طبّق هذا القول فتعتبر المغرب دافئة، ملونة، عطرة. يعكس المطبخ المغربي تاريخ البلد ومختلف الناس الذين استقروا هناك، من السكان الأصليين للمنطقة، فجلبوا من البدو الحليب والحبوب والخبز، وزيت، الزيتون، اللوز، الفواكه، والأعشاب من المغاربة الأصليين. ومن العرب استقدموا التوابل، ناهيك عن عادة استيراد الشاي الشهيرة من بريطانيا منذ القرن الثامن عشر.

تعرف النساء المغربيات بإتقانهنّ فن الطهي الذي ورثنه عن جداتهن وامهاتهن، وهو عادة تنقل من جيل الى آخر، فهن يتاجهلن الأكلات الجاهزة كما كتب الطهي. بالإضافة الى ان المطبخ المغربي يركز على المأكولات البسيطة، وعادة ما يتم الأكل على حصيرة او وسائد على طاولة المستديرة ومنخفضة العلو. ومن اشهر المأكولات المغربية الطاجن وغيرها.

يشتري الزوار صحون الفخار من أسواق المغرب

في المغرب، تجارة هي واقعة أكثر من أي مكان آخر على هذا الكوكب. فهناك التاجر وحده ملك بضاعته، لا يسوّقها عبر إعلان، ولا يتفاوض بسعرها. وهذه القواعد تنطبق بشكل خاص في الأسواق أو في المحلات التجارية التقليدية، وهي ما تسمى خديعة التفاوض، حيث يلعب التاجر نفسياً على الشاري. وبجميع الأحوال تنادي المغرب كل محبي التسوق اذ انها تفتح اسواقها للأعمال التجارية، وبكل بساطة، بأسعار مدروسة جداً الى حد أنها تعتبر بخسة بعض الشيء.

تقع الأسواق في شوارع المدن القديمة، وهي مزيج بين الحرف التقليدية والحديثة، فتتمازج الفاكهة والخضار واللحوم والمواد الغذائية الأخرى مع غيرها من البضائع، وهذا ما يشكل مزيجاً ساحرًا من الروائح العطرة والألوان الخلابة. كعش النحل تعج الحياة والحيوية في كل اسواق المغرب. ويفترض بمحبّي الفخار والسيراميك أن يزوروا مدينة فاس، اما مدينة مراكش فمختصة بالجلود، وتمتاز مدينة الرباط بجمال السجاد.

التسوق صورة المدينة، له وجهان مزدوجان إذ تتمازج في الدار البيضاء التقاليد الحرفية المغربية العتيقة والماركات الدولية الكبرى الفاخرة. نجد في الأسواق منتجات الصناعة التقليدية، وتبدأ عادة جولة التسوق في المدينة القديمة من الباب الجديد. هذا الباب المنفتح على شارع الطاهر العلوي، وهو في الواقع سوق طويل تتبع مسار الأسوار القديمة. في هذا السوق جو شعبي يملؤه الود وساحات جميلة مزينة بالنخيل وأشجار التين. كما أن بائعي الحرف الصغيرة يتمركزون في اكشاش على طول السوق. اما سوق الجلود فنجده في جوار المسجد الكبير والملاح القديم.

وفي حي الحبوس يرحب بالسواح سوق النحاس الذي يجتمع فيه حرفيو الأواني المعدنية وسيقومون أمام أعينهم بصناعة كل أصناف الصواني المحفورة، الفوانيس، وأقداح الشاي، كما كل أدوات المطبخ التي تحظى بشعبية كبيرة في الدار البيضاء.
تعيش عاصمة المغرب الاقتصادية على خطى الموضة الغربية، ففيها نجد أهم الماركات الدولية للمجوهرات والملابس الجاهزة التي تتواجد أساسا في الأحياء الراقية كحي غوتيي أو المعاريف وكذلك بشارع أنفا. وفي موازاة ذلك ظهرت مراكز تسوق حديثة جدا في العاصمة الاقتصادية للمملكة.

يبتاع الزائر الادوات المنزلية من الاسواق

عند التجول في السوق، سيجلب انتباهكٍ سيدتي دون شك أدوات الاستعمال اليومي المصنوعة، وعند عودتكِ إلى دياركِ ستزينين بها منزلكِ.

فعند منعطف إحدى أزقة المدن القديمة في كل من فاس أو مكناس أو مراكش، ستجدين دون شك حرفيا مختصا في صناعة فسيفساء الزليج المصنوع جراء جمع شظايا من الطين المشوي لصنع أطباق المائدة المزينة التي تركب فوق قالب من حديد مصنوع لهذا الغرض.

عند دخولك أسواق الرباط استمتعي ايضاً بالأبسطة الأكثر جمالية في المغرب، بفصل جودتها العالية التي تعطي جمالية للصالونات ومداخل المنازل. وفي الجنوب وخصوصا في القرى، ستكتشفين الصناعة التقليدية البربرية المتميزة ببساطتها والتي تعتمد على اليد في نسج الأبسطة.

بعد الزيارة المدهشة للدباغات المشهورة في فاس ومراكش و بعدها لمتاجر بيع الأدوات الجلدية، تكتشفين سر فن الدباغة في المغرب لأنه كلما كان العمل متقنا كانت المواد عالية الجودة. فلم لا تشترين حافظة جديدة أو حقيبة سفر جديدة يصعب أن تجدي مثيلاً لها.

المواقع الاثرية مشهورة بتاريخها العريق

في المغرب، ثمانية مواقع تم إدراجها في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، أولها في شمال المغرب و خصوصًا في المدينة العتيقة بتطوان التي مازالت تحتفظ برونقها الفريد المتشعب بفضل المزيج الثقافي الأندلسي والعربي.

وفي بمكناس، يمكن رؤية بقايا الهندسة الحضرية للإمبراطورية الرومانية، فوليبيليس وليلي هو الموقع القديم الأكثر أهمية في المغرب. أما بالنسبة للمدينة العتيقة بفاس، فبالرغم من قدمها ما تزال مليئة بالحياة.
وهناك موقعين مدهشين و ساحرين يمتدان على طول الساحل الأطلنطي، وهما المدينة البرتغالية القديمة مازاكان والمدينة العتيقة بالصويرة. كما انه وسط المغرب، ساحة جامع الفنا العظيم في مراكش، وقصر آيت بن حدو المدهش في منطقة ورزازات. وهذه المواقع يجب ان تزيد من حما سكِ سيدتي الى زيارة بلاد الحضارة الأكثر عظمة في تاريخ البشرية.

إبداعاتٌ رائعة تتمركز في المغرب العربي

لا تتردي سيدتي في زيارة المغرب حيث الفن والثقافة يلتحمان، فزيارة المتاحف كفيلة بتسليط الضوء على ابداعات رائعة، وهي الوسيلة الوحيدة لإكتشاف تاريخ المملكة العريق والمتجذر.
وليس بعيداً عن المتاحف، تجدين الحدائق والمنتزهات حيث ترين مختلف الحيونات البرية، فتغوصين في أحضان الطبيعة وتنفسين عن نفسكِ فتتخلصين من الضغوط النفسية.

» المغرب... تمازج حضارات على خطى الموضة الغربية
» المغرب... تمازج حضارات على خطى الموضة الغربية