تمكنت قوات البشمركة الكردية وقوات "الحشد الشعبي" العراقية من استعادة السيطرة على بلدة سليمان بيك أحد المعاقل الرئيسة لداعش التي استولت عليها قبل 11 اسبوعا في هذه المنطقة الواقعة جنوب مدينة كركوك.
وتاتي استعادة البلدة بعد ان تمكنت القوات العراقية من فك حصار امرلي التركمانية التي حاصرها تنظيم داعش اكثر من شهرين.
واصبح هذا التقدم، وهو الابرز منذ سيطرة جماعة "داعش" الارهابية على مناطق واسعة في وسط وشمال العراق، ممكنا بعد ان شن الطيران الحربي الاميركي عمليات قصف محدودة لمواقع المتطرفين السنة.
وكان سكان امرلي عرضة لخطر القتل على يد المسلحين او الموت جراء العطش والنقص في الغذاء.
وحذرت الامم المتحدة السبت الماضي من مجزرة قد تتعرض لها ناحية امرلي حيث حاصر داعش الاف العائلات.
وفي هذا السياق، وافق مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان بالاجماع الاثنين على ارسال بعثة الى العراق بشكل عاجل للتحقيق في الفظائع التي يرتكبها تنظيم داعش.
واقرت الدول الاعضاء البالغ عددها 47 القرار من دون تصويت بعد ان حذر العراق من انه "يواجه وحشا ارهابيا".
كما تمكنت قوات البشمركة والميليشليات العراقية من استعادة بلدة سليمان بيك، الاستراتيجية الواقعة الى الشمال من امرلي، بالاضافة الى قرية ينكجة.
وقام رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي بزيارة مفاجئة الى امرلي لتفقد قطاعات الجيش، وامر جميع الوزارات بتقديم الخدمات.
وتجول المالكي في شوارع البلدة والتقى بالمقاتلين وقوات الحشد الشعبي، وكذلك بالسكان، وقال ان "العراق سيكون مقبرة لداعش، وما حصل لهم هنا مقبرة حقيقية، وكل العراق سيكون مقبرة لداعش".
وقال المالكي الذي استقبل بهتافات من قبل السكان واهازيج فرح "احييكم يا سكان هذه المدينة الصابرة مدينة التحدي والصمود".
من جهته، قال هادي العامري قائد منظمة بدر المشاركة ضمن قوات الحشد الشعبي وهو بين مقاتليه الذين دخلوا البلدة "منذ مساء امس قمنا بمحاصرة سليمان بيك، وقام المجاهدون بالهجوم صباح اليوم ودخلوا من محور الوسط والمحور الجنوبي، وتمكنوا من تطهير البلدة في غضون ساعات".
وقال شلال عبدول بابان قائمقام بلدة طوزخرماتو المجاورة لفرانس برس ان "سليمان بيك الان اصبحت تحت سيطرة القوات المشتركة، لكن لا يزال هناك مخاطر ناجمة عن العبوات الناسفة والمنازل المفخخة التي تركها المسلحون".
وتمكنت القوات من استعادة قرية ينكجة الواقعة ضمن محافظة صلاح الدين شمال شرق بغداد، بحسب بابان.
بدوره، اكد طالب البياتي وهو ضابط برتبة عقيد في قوات البشمركة ومدير ناحية سليمان بيك ان المدينة باتت تحت سيطرة القوات.
وعملية فك الحصار على امرلي واحدة من اكبر العمليات العسكرية التي تحقق فيها الحكومة العراقية انتصارا على عناصر جماعة "داعش" الذين سيطروا على مناطق شاسعة في شمال ووسط العراق.
الى ذلك، وسعت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في العراق حيث نفذت اربع ضربات جوية على مواقع المتطرفين السنة قرب امرلي، وهي اول عملية من نوعها خارج حدود محافظة نينوى.
الى ذلك، دافعت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الاثنين عن قرار ارسال اسلحة الى اكراد العراق مؤكدة ان القرار يخدم امن اوروبا المعرض للخطر.
وقالت امام البرلمان ان قرار المانيا كسر التقليد الذي تتبعه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية القاضي بعدم ارسال اسلحة الى مناطق النزاع، كان مهما بالنسبة للعراق المضطرب الذي يشهد ارتكاب "فظائع لا يمكن تخيلها" ضد المدنيين.
واضافت في كلمة حماسية استمرت 25 دقيقة "لدينا فرصة لانقاذ حياة الناس ووقف انتشار القتل الجماعي في العراق".
واضافت "امامنا فرصة لمنع الارهابيين من خلق ملاذ امن اخر لانفسهم. وعلينا ان نغتنم هذه الفرصة".
وقالت ميركل ان نحو 400 مواطن الماني توجهوا الى العراق وسوريا للقتال الى جانب مسلحي داعش الذين يهددون استقرار المنطقة باكملها.
واضافت "يجب ان نخاف من ان يعود هؤلاء المقاتلون يوما ما" ويشنوا هجمات في المدن الاوروبية.
وتابعت ان "المعاناة الجسيمة لأعداد كبيرة من الناس تتطلب التحرك، ومصالحنا الامنية مهددة".
وقد اعلنت الحكومة الالمانية مساء الاحد انها قررت ارسال دفعة اولى من السلاح الى الاكراد العراقيين تتألف من 30 صاروخا مضادا للدبابات والاف الرشاشات لمساعدتهم في مواجهة داعش .
واضافة الى الصواريخ والرشاشات فان المانيا تعتزم ايضا تسليم الاكراد مسدسات وقنابل يدوية وخيما وخوذا وسترات واقية من الرصاص.
بدوره، اعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الاثنين عن خطط لمكافحة الارهاب تساعد الشرطة في مصادرة جوازات من يشتبه بانهم من المقاتلين الاسلاميين، وتشدد اجراءات السفر جوا، وتفرض قيودا على حركة المتطرفين المشتبه بهم.
واشار الى حوالى 500 اسلامي يشتبه بالتحاقهم بالمتطرفين السنة في سوريا والعراق.
وقال "سنطرح تشريعا محددا وواضحا يملأ الفراغ (في التشريعات) ويمنح الشرطة صلاحية مصادرة الجوازات موقتا".
على صعيد اخر، نجحت القوات الكردية المدعومة من الطيران الاميركي استعادة بعض مناطق التي خسرتها الشهر الماضي لصالح داعش في الشمال.
وتمكنت قوات النخبة العراقية بالتعاون مع قوات البشمركة وبدعم جوي اميركي من اعادة السيطرة على سد الموصل.
الى ذلك، قتل 13 من عناصر الامن العراقي واصيب 17 في هجومين انتحاريين في مدينة الرمادي، حسبما افادت مصادر امنية واخرى طبية.
وفي بغداد، ادى انفجار سيارتين مفخختين الى مقتل تسعة اشخاص واصابة 26 اخرين.
واعلنت بعثة الامم المتحدة في العراق الاثنين ان حصيلة اعمال العنف والارهاب التي ضربت العراق في اب/أغسطس بلغت 1420 على الاقل، فيما اصيب نحو 1370 في الفترة ذاتها.