التأم البرلمان الباكستاني صباح اليوم الثلاثاء لبحث الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد في ظل استمرار الاعتصام من قبل آلاف المعارضين قبالة مبنى البرلمان للمطالبة باستقالة رئيس الحكومة نواز شرف.
واجتمع البرلمان بغرفتيه الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ لبحث التطورات في البلاد، ويأتي انعقاد البرلمان اليوم بعد دعوة من شريف لاجتماع طارئ، وبعد صدامات وقعت بين محتجين معارضين والشرطة خلفت ثلاثة قتلى ومئات الجرحى.
ومنذ منتصف الشهر الماضي يعتصم آلاف المحتجين قبالة البرلمان، حيث نصبوا عشرات الخيم مصرين على الاستمرار حتى تحقيق مطالبهم، ويقود الاحتجاجات كل من رئيس حزب حركة الإنصاف عمران خان ورئيس حزب عوامي باكستان طاهر القادري.
وكان مئات المتظاهرين المعارضين قد اقتحموا أمس مقر التلفزيون الرسمي الباكستاني وأوقفوا البث لنحو أربعين دقيقة قبل أن يتمكن الجيش من طرد المحتجين والسيطرة على الموقف وإعادة البث التلفزيوني.
ويرى المحتجون أن انتخابات 2013 التي جاءت بشريف إلى السلطة كانت مزورة، رغم أن مراقبين محليين وأجانب وصفوا تلك الانتخابات بالحرة والنزيهة.
واتسمت المظاهرات بالسلمية حتى مساء السبت الماضي عندما دعا الزعيمان المعارضان مؤيديهما للتوجه إلى مقر رئيس الوزراء القريب من الحي الذي يضم السفارات الرئيسية.
وأمام توافد آلاف المتظاهرين لجأت الشرطة للمرة الأولى إلى استخدام الغاز المدمع والرصاص المطاطي، وأوقعت هذه المواجهات أمس وسط إسلام آباد ثلاثة قتلى وقرابة خمسمائة جريح، بينهم مائة امرأة وطفل، حسب الأجهزة الصحية.
وفي بلد يحفل تاريخه بالانقلابات العسكرية، يشتبه المحللون في أن يكون العسكريون وراء تحرك خان والقادري بغية إضعاف شريف تمهيدا لإحداث فوضى تستدعي تدخلا قويا من الجيش.
ومساء أمس الاثنين اجتمع شريف مع قائد الجيش الجنرال رحيل شريف في ظل أنباء عن أن قائد الجيش طلب من شريف الاستقالة، إلا أن مسؤولين كبارا في الحكومة والمتحدث باسم الجيش نفوا ذلك.
وفي غضون ذلك، قال وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف إن بلاده تعد لحملة أمنية انتقائية بصفوف المتظاهرين الذين يحاولون إسقاط حكومة نواز شريف، محذرا من اقتحام المباني الحكومية، وأكد أنه 'يجب فرض سلطة الدولة، ونأمل بأن نقوم بخطوة حاسمة في وقت لاحق من اليوم'.
كما دعا قادة أحزاب سياسية الحكومة ومعارضيها لاستئناف حوار مباشر بينهما مخافة انزلاق باكستان نحو حكم عسكري مباشر.
من جانبها، دعت الولايات المتحدة أمس الاثنين جميع الأطراف في الأزمة السياسية بباكستان إلى ضبط النفس والحوار السلمي.